بقلم د. رفعت سيدأحمد
كان وسيظل جيش مصر العظيم هو العمود الفقري –التاريخي للدولة المصرية منذ الاف السنين ..وهو الركيزة الاكبر لحماية الامن القومي العربي .. ليس فحسب وثائق التاريخ تؤكد ذلك .. بل شهادات وتجارب الفتن الكبري التي مرت بها المنطقة العربية عبر تاريخها الطويل وبخاصة في زمن ما سمي ب(الربيع العربي وثوراته الزائفة ) وهاهي شهادة أخيرة غاية في الاهمية ..تأتي من أحد صناع ذلك الربيع وأحد أركان الحكم الامريكي ..وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون …فماذا قالت وما دلالات ما قالته في واقع ومستقبل المنطقة العربية ؟
*******
*قبل أيام نشر في واشنطن مذكرات هيلاري كلينتون والتي حملت عنوان (كلمة السر 360 درجة ) وجاء فيها نصا قول هيلاري:
🔸دخلنا الحرب العراقية والليبية والسورية وكل شئ كان على ما يرام وجيد جداا
وفجأه قامت ثورة شعب مصر ٦/٣٠ و ٧/٣ والاهم وقوف جيش مصربجوار الشعب مما سهل الاطاحة بمرسى والإخوان
وكل شئ تغير فى خلال 72 ساعة .
كنا على إتفاق مع إخوان مصر على إعلان دولة اسلامية فى سيناء وإعطائها لحماس وجزء لإسرائيل لحمايتها وإنضمام حلايب وشلاتين إلى السودان وفتح الحدود مع ليبيا من ناحية السلوم ..
تم الإتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم 2013/7/5
وكنا ننتظر الإعلان لكى نعترف نحن وأوروبا بها فورا ….
وتقول هيلاري كلينتون أيضا في كتابها : : –د
كنت قد زرت 112 دولة فى العالم من أجل شرح الوضع الأمريكى مع مصر
وتم الإتفاق مع بعض الدول الأصدقاء بالإعتراف بالدولة الإسلامية حال إعلانها فورا
وفجأة تحطم كل شئ ..
كل شئ كسر أمام أعيننا بدون سابق إنذار ..
شئ مهـــــول حــــــدث !!
فكرنا فى إستخدام القوة
ولكن مصر ليست سوريا أو ليبيا .
جيش مصر قوى للغاية وشعب مصر لن يترك جيشه وحده أبدا
وعندما تحركنا بعدد من قطع الأسطول الأمريكى ناحية الإسكندرية تم رصدنا من قبل سرب غواصات حديثة جدا يطلق عليها ذئاب البحر 21 وهى مجهزا بأحدث الأسلحة والرصد والتتبع
وعندما حاولنا الإقتراب من قبالة البحر الاحمر فوجئنا بسرب طائرات ميج 21 الروسية القديمة ،،،،،
ولكن الأغرب أن رادارتنا لم تكتشفها من أين أتت وأين ذهبت بعد ذلك ففضلنا الرجوع مرة أخرى
إزداد إلتفاف الشعب المصرى مع جيشه وتحركت الصين وروسيا رافضين هذا الوضع وتم رجوع قطع الأسطول وإلى الآن لانعرف
كيف نتعامل مع مصر وجيشها) .
🔹( ثم تقول هيلارى : –
إذا إستخدمنا القوة ضد مصر خسرنا ،،،،،
وإذا تركنا مصر خسرنا شئ فى غاية الصعوبة ،،،،
مصر هى قلب العالم العربى والإسلامى ومن خلال سيطرتنا عليها من خلال الإخوان عن طريق مايسمى الدولة الاسلامية وكان بعد ذلك سيتم
تقسيمها ثم سيتم التوجه بعد ذلك لدول الخليح وكانت أول دولة مهيأة هي الكويت عن طريق أعواننا هناك من الإخوان ثم السعودية ثم الامارات فالبحرين وعمان وبعد ذلك يعاد تقسيم المنطقة العربية بالكامل لمصلحة واشنطن وهو ما لم يتم بسبب جيش مصر ) * تلك نص كلمات هيلاري كلينتون في كتابها وفقا لما نشرته عشرات المواقع الدولية وتبقي دلالاته المهمة !
********
**أول الدلالات : أن جيش مصر هو الذي أفشل المخططات التقسيمية الجديدة للمنطقة وهو الذي أسقط مخطط تولية الاخوان حكم مصر والمنطقة لسنوات وأسقط ما كنا نسميه دائما ب (الشرق الاوسط الجديد ذو اللحية ) وسانده ليس فقط الشعب المصري بل أغلب شعوب المنطقة العربية والتي أدركت في عام 2013 وبعد عامين من ثورات الربيع أنها ليست (ثورات ربيع عربي )بل (ثورات ربيع عبري بإمتياز ) تستهدف تفكيك المنطقة تماما وإعادة تركيبها علي الهوي والمصلحة الغربية والامريكية !
*ثاني الدلالات : أن هذا التحرك التاريخي العظيم للجيش المصري ..نابع من تاريخ ملحمي طويل وليس إبن اللحظة فقط …إذ يحدثنا التاريخ أن الجيش المصرى من أقدم الجيوش النظامية في العالم حيث تأسس قبل أكثرمن 5200 عام ،وكان ذلك بعد توحيد الملك نارمر لمصر حوالي عام 3200 ق.م. ، قبل ذلك العام كان لكل إقليم من الأقاليم المصرية جيش خاص به يحميه، ولكن بعد حرب التوحيد المصرية أصبح لمصر جيش موحد تحت إمرة ملك مصر.
وأنشأ المصريون أول امبراطورية في العالم بفضل الجيش المصرى وهي الإمبراطورية المصرية الممتدة من تركيا شمالاً إلى الصومال جنوباً ومن العراق شرقاً إلى ليبيا غرباً، وكان المصريون هم دائماً العنصر الأساسي في الجيش المصري، ومازالت بعض الخطط الحربية المصرية القديمة تُدَرَّس في أكاديميات العالم ومصر العسكرية.
.******
* هذا التاريخ الملحمي للجيش المصري ترجم الي حقائق بطولية في عشرات المحن والتجارب القتالية ولعل حرب أكتوبر1973 خير مثال علي ذلك وكان سنده وحاضنته في كل هذا التاريخ العظيم ؛شعب بمصر وما ذكرته (هيلاري كلينتون ) وغيرها من ساسة العالم في زمن ما سمي ب (الربيع العربي) يؤكد مجددا علي صلابة ونقاء هذا الدرع الوطني الاصيل وقدرته الفذة علي إفشال المؤامرات التي تستهدف الامن القومي في قلبه ..ولعل هذا يفسر إشتداد وسعار تلك الاشاعات الحملات المشبوهة المستمرة ضد جيش مصر العظيم ى..ولكنها-كما يؤكد التاريخ دوما -كفقعات الزبد ..تذهب جفاء مصداقا لقوله تعالي في الاية 17 من سورة الرعد (كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ.